حظيت السياحة الداخلية في محافظة ظفار نشاطاً ملموسا في السنوات القليلة الماضية وهذا بلا شك يعود إلى الرخاء والطمأنينة الذي يسود البلد بفضل الله تعالى ثم حكومتنا الرشيدة في زمن تعاني فيه بعض البلدان من فقدان الأمن والعيش الكريم. الشيء الذي جعل مؤشر الاقتصاد يرتفع بشكل وبآخر وعمل على تقوية الأواصر الاجتماعية ومسببات التكافل المثمر فمع نهايات فصل الصيف وانقضاء حرارته ورطوبته وبداية العطلة الصيفية للمدارس في نهاية يونيو تبدأ علامات الخريف بالظهور ويستبشر الناس فرحا بموسم الرخاء والنعمة. في تلك الفترة الزمنية القصيرة توجهت الأنظار إلى منطقة (جرثنوت) في نيابة طوي آعتير التابعة لولاية مرباط. فكانت الأكثر حظا في توافد مئات المواطنين والأسر إلى روابيها الفسيحة يعيشون لحظات احتضان تربة الريف لرذاذ الخريف بعد عناء وحرقة الصيف.. تلك المشاهد هي التي جعلت كاميرات الهواتف والدرون تجذب الأفئدة وتهفو إليها تواقة. تبدأ الموجه الثانية للسياحة الداخلية مع نهاية موسم الخريف في نهايات سبتمبر إلى نيابة جبجات التابعة لولاية طاقة حيث تتميز بسهلها المنبسط وكثرة أشجار الطلح ذات الظلال الوارف. يأتي بعد ذلك دور المنطقة الغربية من ظفار، فيكون لولايتي رخيوت وضلكوت الملاذ الأمن للسياح. أسبوعين إلى ثلاث أسابيع ثم ينتهي موسم سياحة الصرب .. ولا يخفى على الجميع مهرجان صرب رخيوت الذي استقطب آلاف العوائل بتنوع فعالياته ومناشطه الترفيهية والثقافية. أما السياحة الشتوية فكان للمناطق الشرقية من ظفار (مرباط وسدح) نصيب الأسد من توجه السياح.. نظرا لاعتدال الأجواء الشتوية وقلة الرياح الشمالية الباردة التي تحد من وصولها قمم سمحان الشامخة من الوصول للمدن الساحلية. وهذا ما جعل الجو معتدل ومناسب للتخييم والنزهة. ومن الملاحظ مؤخراً أن المناطق الصحراوية وبالأخص (الخذف والحشمان) بدأت تستقطب جزءا كبير من العوائل ممن يحبون الكثبان الرملية. إزاء ذلك أُقيم مهرجان يضم العديد من الفعاليات والمناشط الترفيهية حيث لاقى قبول كبير لدى السياح. تتميز السياحة الشتوية في ظفار بأطول مدة عن غيرها … حيث تبدأ من نهاية نوفمبر إلى نهاية فبراير. هنا يبدأ فصل الصيف يلفح ينفث رياحه الحارقة وتتوقف السياحة بمعناها الحقيقي ما عدا توجه الكثير إلى السواحل في الفترة المسائية ولا يعدو سوى متنفس لسكان الولايات الساحلية نفسها. في وسط هذه المواسم السياحية التي بدأت تنشط كثيرا بعد جائحة كورونا، وحققت تميزا ملحوظا عن سابقاتها من ناحية الأفكار الخلاقة التي أخذت تشق طريقها نحو التطبيق الفعلي، تتزاحم إلينا الكثير من الأسئلة. هل يمكننا تقنين أي فوضى قد تؤثر على خصوصية المجتمع في مثل هذه التجمعات السياحية؟ وكيف يمكننا الموازنة بين الجانب الاجتماعي والثقافي للمجتمعات وبين الجانب الاقتصادي الذي هو عصب الحياة للأوطان؟ هذه التحديات بحاجة إلى دراسة لتطبيق المفهوم الواسع للسياحة من أجل تحقيق عنصر الجودة في التنمية السياحية مع الحفاظ على خصوصية المجتمعات المحلية.
مدونة أجندة للإنتاج الفني
تُؤَثر في الاقتصاد والمجتمع
قد يعجبك أيضا
تابعونا
مقالات مماثلة
تحقيق الاستدامة في الإنتاج الإعلامي: خطوات نحو مستقبل أكثر إخضرارا
:   1,329 مشاهدة
الأكثر قراءة